إن كنت أحد أولائك غير المحظوظين، فسيكون هذا المقال مجيبا للتساؤل الذي لطالما شغل بالك ”لماذا أنا؟“. فالبعوض يلاحقك دائما في الصيف سواء أكنت تجلس خارجا مع أصحابك، أو خلال نومك …الخ
يبدو أن البعوض ينجذب لـ20% من البشر. لا يوجد علاج شافي لعدم التعرض للسعات البعوض بعد. العلم مازال يبحث. فعلى مايبدو أن بعض البعوض أصبح لديه مناعة ضد الكثير من طاردات الحشرات التي يستخدمها البشر.
إليك هذه العوامل التي تساهم في جذب البعوض:
1. زمرة الدم:
البعوض لا يلسع لمجرد التسلية، فهو يحصل على البروتين من الدم البشري. وعلى مايبدو أن بعض الزمر الدموية أشهى من غيرها. والزمرة الأشهى على الإطلاق هي الزمرة O تليها الزمرة B ثم الزمرة A.
85% من البشر، يفرزون من خلايا جلدهم إشارات كيميائية تدل على الزمرة الدموية التي يحملونها. وبطبيعة الحال البعوض ينجذب للجسم ذو الإفرازات الأكثر من عديم الإفرازات.
2. ثاني أوكسيد الكربون:
يستطيع البعوض شم غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يطلقه الإنسان في الزفير، من خلال عضو يدعى لامسة الفك العلوي الذي يستطيع شم ثاني أوكسيد الكربون وتحديد موقع الهدف حتى مسافة 50 مترا. إذا الذين يزفرون كمية أكبر من الغاز، سيكونون هدفا أسهل للبعوض. ولذلك نجد أن الأطفال يجتذبون عدد أقل من البعوض مقارنة بالكبار فهم يزفرون كمية أقل من الغاز.
3. التمارين والاستقلاب:
بالإضافة لثاني اوكسيد الكربون، فالبعوض بإمكانه شم حمض اللبن وحمض البول والأمونيا وغيرها من المواد التي يطرحها الإنسان من خلال التعرق. ينجذب البعوض أيضا للجسم ذو الحرارة المرتفعة.
وبما أن التمارين الرياضية تزيد طرح حمض اللبن وترفع درجة حرارة الجسم، فبالتأكيد سينجذب البعوض للرياضيين أكثر من غيرهم.
للعامل الوراثي أيضا دور في تحديد كمية مفرزات حمض اللبن وحمض البول لدى كل شخص.
4. جراثيم (بكتيريا) الجلد:
هناك جراثيم تعيش بشكل طبيعي على بشرة الإنسان، التي بدورها لها دورها في اجتذاب البعوض من خلال كميتها ونوعها. وعلى مايبدو أن وجود عدد كبير من البكتيريا بشرط ان تكون ذات أنواع مختلفة ومتنوعة يجعل الإنسان أقل جاذبية للبعوض. والعكس صحيح فوجود نوع أو أنواع قليلة مسيطرة تساهم في زيادة انجذاب البعوض.
هذا هو السبب في أن البعوض يميل للسع الكاحل والمعصم أكثر من بقية المناطق لاحتوائهما على مستعمرات جراثيم نشيطة.
5. البيرة:
شرب كمية صغيرة من البيرة معبوة الـ33 سنتيليتر تجعلك أكثر جاذبية للبعوض. بعض العلماء اعتقد أن السبب يكمن في الايثانول الذي يفرز مع العرق بعد شرب البيرة، أو بسبب أن البيرة تساهم في رفع درجة حرارة الجسم. ولكن على مايبدو أن هنالك سبب آخر أكثر أهمية ما زال مجهولا.
6. الحمل:
الحوامل تجتذب ضعف كمية البعوض التي تجتذبها النساء غير الحوامل. السبب يكمن بأن نسبة ثاني أوكسيد الكربون تزداد بنسبة 21% في زفير المرأة الحامل. وترتفع درجة حرارة جسدها بمقدار 0.7 درجة مئوية.
7. لون الملابس:
البعوض يستخدم حاسة الشم بالإضافة للرؤية في تحديد موضع البشر. ولذلك ارتداء ملابس ذات ألوان بارزة (كالأسود، أو الأزرق الغامق، أو الأحمر) سيجعلك فريسة سهلة.
8. الوراثة:
يبدو أن العامل الوراثي هو العامل الأهم باجتذاب البعوض مقارنة مع بقية العوامل، فهو يمتلك تأثير يصل لـ85%. بالرغم من عدم معرفة الجينات المسؤولة بعد.
هنالك ما يسمى بالطوارد الطبيعية التي يتنعم بها بعض البشر دون غيرهم تساهم في حمايتهم من لسعات البعوض. والعلماء في مخبر روتامستد البريطاني يحاولون من خلال علم الكوماتوغرافيا عزل هذه العوامل الكيميائية. علهم يخلقون جيل جديد غير مرغوب للبعوض.